أهلا ومرحباً بك في مدونة أبو البواسل


قد مضت فترة طويلة جداً منذ آخر تدوينة لي، ومنذ ذلك التاريخ وأنا أحن أن أعود للمدونة. ولعل هذه التدوينة تكون فاتحة خير وعود جديد لي لمدونتي التي افتقدتها. سأستمر بنفس النهج وأركز على النواحي التقنية والجديد فيها بالإضافة لبعض الأراء الشخصية.
أهلاً وسهلاً بكم من جديد في مدونتي وأترككم مع المحاضرة اللطيفة التي اخترتها عن مخترع اسمه جوني لي والتي يشرح فيها كيف حول عصا الننتاندو ذات تكلفة الـ 40 دولار تقريباً إلى سبورة الكترونية وشاشة لمس ونظارة ثلاثية الأبعاد. أختراع جميل حقاً والأهم أنه غير مكلف تصوروا سبورة الكترونية بـ 40 دولار بدلاً عن ألف دولار أو يزيد، وتصوراً كم الفائدة الهائل في مدارس الدول الفقيرة من هكذا تقنية "رخيصة" التكلفة.

Labels: ,

كل عام وأنتم بألف خير

كل عام وأنتم بألف خير







Labels:

الحرب الإفتراضية في المكتب Virtual War In Office



Virtual War In Office الحرب الافتراضية في المكتب "بمعنى أخر برامج المكتب"


لأكثر من عقد كان مايكروسوفت أوفيس هو المعيار الذهبي لبرامج إنتاجية سطح المكتب: وهو المكان حيث يقوم موظفوا المكاتب ومستخدموا الكمبيوتر المنزليين بكتابة رسائلهم وبعمل جداولهم وبتنظيم إيملاتهم.

حالياً هناك مد جديد من البرامج يتم تطويرها اون لاين في محاولات لإضافة وفي بعض الحالات لإحلال الأدوات الأساسية الخاصة بعمل ذوي الياقات البيضاء.

أوراق العمل "مثل تلك في برنامج اكسيل" مثل Numsum ومعالجة الكلمات مثل Writely وأدوات الإيميل مثل Zimbra هي جزء من جيل جديد من تطبيقات البرامج التي تبدو مألوفة وغير مألوفة في آن معاً لمستخدمي أوفيس الدائمين. فهم متواجدين كخدمات على الشبكة العالمية بدلاً من تنصيبهم على جهاز الكمبيوتر.

وحسب البعض فإن هذه التحركات تعكس مستقبلاً للبرامج يمكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى إضعاف سيطرة مايكروسوفت على مجريات الحياة اليومية.

يقول جيسون فريد "Jason Fried" سوف يتناقص إلى درجة ما أعمال برامج سطح المكتب، وجيسون هذا هو مؤسس 37signals والتي تتقاضى من 400.000 مستخدم عن تطبيقها الرئيسي الـ أون لاين وهو خدمة إدارة المشروع وتسمى Basecamp، ومع ذلك فهو يسلم بأن ذلك سوف يحتاج لبعض الوقت "أي التحول التام إلى خدمات الأون لاين والاستغناء عن تنصيب التطبيق على الجهاز".

ومايكروسوفت ذات المبيعات السنوية الأكثر من 11 بليون دولار يبدو أنه لديها القليل لتخاف منه في الوقت الحاضر، فـ بوربوينت واكسل وورد يعتبروا هم المعايير القياسية في عالم الأعمال وأغلب المستخدمين يجدون أنه من الصعوبة بمكان الاستغناء عنهم.

ولا تزال الشبكة العنكبوتية مستمرة بالتطور وطبيعة الحوسبة تتغير وهو الشيء الذي لم يفوت مايكروسوفت وقد دللت عليه السنة الماضية عندما أعلنت عن خططها لتطوير خدمات أون لاين لتلحقها ببرامجها.

التطبيقات الـ أون لاين الحديثة تشترك بعدة صفات مشتركة، أحدها هو المظهر القليل التكلف والتبسيط الكبير به، فتبسيط الاستخدام ينظر إليه كأفضل طريقة لجذب مستخدمين جدد. يقول فريد " إن سوقك دائماً أكبر كلما ازدادت بساطة البدء معك، ...، أغلب الناس يريدون فقط القيام ببعض الأشياء، البرامج معقدة جداً والناس لا يريدون كل تلك الأمور".

ذلك يوجه النظر إلى مآخذ في طقم برامج تطبيقات الأوفيس والتي حتى مايكروسوفت تقر بها: فـ "تضخم المزايا" خلق منتجات بالغة التعقيد ومعظم المستخدمين يستفيدون فقط من جزء بسيط من القدرات الموجودة، مما نستجه هو درس نجاح تطبيقات الـ أون لاين من iTune إلى Ebay، فمبدعي خدمات الإنتاجية الجديدة قاموا ببذل جهودهم لتصميم مواقعهم لتكون سهلة الاستخدام.

يقوم المطورون الناشؤن باستعمال طريقة في التسعير مصممة لاجتذاب الأعمال الصغيرة ومستخدمي الكمبيوتر المنزليين والذين قد لا يستطيعون أو لا يودون دفع مبلغ 400 دولار قيمة "الأوفيس"، وعادة ما يكون مستوى الخدمة الأولي مجاناً ثم تتوفر تشكيلة متميزة بمبلغ اشتراك شهري.

هذه التطبيقات المرتكزة على الويب لديها صفة مشتركة وهي القابلية للمشاركة، فنقل تطبيقات البرامج إلى الويب يحرر المستخدمين من أكبر العقبات في الكمبيوتر المستقل وهي بقاء كل البيانات محبوسة في جهاز واحد، عادة تكون الوسيلة الوحيدة لمشاركة البيانات مع بقية الزملاء في العمل أو للوصول إليها من مكان آخر هو إرسالها كمرفقات عبر الايميل.

من ناحية أخرى فالوثائق أو الجداول الإليكترونية يمكن تخزينها على سيرفر وبالتالي الوصول إليها من أي مكان ومن قبل أي شخص مصرح له، يقول سكوت دايتزين "Scott Dietzen" وهو الرئيس التقني في زيمبرا Zimpra : تبرز الويب نفسها كبيئة عمل تعاونية.

أدوات البرامج

وحسب الخبراء فإن ذلك الإنقلاب في الإهتمام سوف يغير مجمل الطريقة في تصميم أدوات أغلب البرامج المستخدمة بشكل واسع، فحسبما يقول فريد سوف لن تكون فكرة طقم أوفيس القادم حول أشياء كـ معالجة الكلمات وبوربوينت، بل ستكون حول التضافر والتواصل.

لكي نكون دقيقين فإن لا شيء جديد حول فكرة التطبيقات أون لاين، فحتى الآن القيود - بمافيها نقص وجود اتصال دائم بالشبكة و الخوف من المسائل الأمنية - قد اعاقت انطلاق تبني السوق الشامل لها، وهناك العديد من الأمور التي يجب أن تتغير بما فيه الكفاية للتشجيع على استخدام أكبر لها.

إن تكنولوجيا "واجهة التطبيق" والتي تقرر كيف يجرب المستخدمون الخدمات قد تطورت جاعلة منهم اكثر تنافسية مع النوعية العالية لتلك المرتبطة بالبرامج المنصبة على الكمبيوتر. وكان تبني مجموعة من التقنيات المعروفة بـ أجاكس Ajax له قصب السبق والذي طور التجريب المستقر للدخول على خدمات الويب باستخدام المستعرض، وقد ساعدت حماسة جوجل في تبني الـ أجاكس في فوزها بجمهور عريض من التابعين.

يقول جو كراوس "Joe Kraus" الشريك المنشيء في جوت سبوت JotSpot : لم يكن من الممكن إقناع الناس حتى أتت جوجل بالخدمات المرتكزة على الويب فـ جي ميل جعلتهم يدركون ماهو ممكن، فهي قد جعلت الناس يصدقون ثانية.

وفي نفس الوقت فإن تكلفة التقنية للبرامج العاملة في الخلفية والتي تبنى بها خدمات الـ أون لاين قد أنخفضت. وذلك بفضل توافر البرامج مفتوحة المصدر وتوافر الكمبيوترات منخفضة الكلفة، والعديد من القادمين الجدد قد بنوا أعمالاً ووصلوا لعدد كبير من المشاهدين بدون الحاجة لزيادة رأس المال والإقتراض.

يقول فريد: إن برامج البنية التحتية اللازمة لبناء هذه الأشياء مجانية والأجهزة رخيصة جداً، فأنت سوف لن تجتاج لإدارة مزرعة من السيرفرات وقواعد بيانات أوراكل.

في نفس الوقت فإن أنتشار وصلات الحزمة واسعة النطاق والمفتوحة طوال الوقت وكذلك الواي فاي قد جعل العديد من مستخدمي الكمبيوتر متصلين بشكل دائم بالشبكة.

يقول سام شيلانس "Sam Schillance" الشريك المنشيء لـ Upstartle والتي تشغل خدمة معالجة الكلمات المرتكزة على الويبWritely: إنها ليست بالقفزة الكبيرة للسوق الهائل كما كانت قبل عامين، بالنسبة لأكثرنا فإن أجهزتنا ليست بذات فائدة كبيرة عند عدم اتصالها بالشبكة.

ولا واحد من الجيل الجديد لشركات التطبيقات أون لاين متعجل كفاية للتنبؤ بأن هذه الموجة سوف تحدث خللاً ولو صغيراً في هيمنة مايكروسوفت على برامج الإنتاجية، على الأقل على المدى القصير. وبدلاً من ذلك فإن الأغلبية تعتقد بأن خدماتهم يمكنها أن تتعايش جنباً إلى جنب مع الـ مايكروسوفت اوفيس، معطين طريقة بديلة من العمل اون لاين لأولئك الناس الذين يريدون الحصول على المزيد من وثائقهم الـ وورد وايميل الأوتلووك.

فعلى سبيل المثال JotSpot Trakcer وهو برنامج جداول اون لاين يفترض أن المستخدمين سوف يدخولون لبياناتهم من ملفات اكسيل على كمبيوتراتهم عندما يريدون جعل المعلومات متوفرة لمجموعة عريضة من الناس أون لاين.

ببساطة تزويد بديل أون لاين لـ أوفيس قد لايكون كافياً لضمان ميزة لهؤلاء المستجدين مقابل مايكروسوفت على المدى الطويل.

يقول كراوس: من المرضي البدء بالعمل ولكن مايكروسوفت سوف تجعل أغلب تطبيقاتها قابلة للمشاركة. وليس من المفيد المحاولة لإنشاء ورد على الويب فـ ورد سيقوم بذلك.

مايكروسوفت قد جعلت نواياها تجاه الأون لاين واضحة، ففي أكتوبر طرحت رؤيا للشركة والتي تستلزم إضافة خدمات الإنترنيت لتكملة تطبيقاتها للكمبيوتر وهي الخطوة التي يعتبرها منافسوها الجدد الـ أون لاين تثبت صحة أفكارهم.

المقال مترجم من الجلف نيوز العدد 1 مارس 2006 والتي بدورها نقلته عن الفاينانشال تايمز

كل عام وأنتم بألف خير


كل عام وأنتم بألف خير وأسأل الله أن يكتب لي ولكم الحج في العام المقبل


الإرث The Legacy

المشكلة الكبرى في تقييم تأثير دراكر هي أن العديد من أفكاره قد دخلت ضمن الحكمة التقليدية وبكلمات أخرى أنه هو نفسه ضحية نجاحه، فأحاديثه عن أهمية عمال المعرفة وتخويل الصلاحيات قد تبدو مبتذلةً بعض الشيء في يومنا هذا، ولكنها قطعاً لم تكن كذلك عندما حلم بهم أول مرة في أربعينيات القرن الماضي، أو عندما وضِعوا في حيز التطبيق لأول مرة في العالم الأنجلوساكسوني في ثمانينيات القرن الماضي.
تذكّر الكيفية التي تهكم بها أرباب الأعمال البريطانيين عندما قام صناع السيارات اليابانيين ببناء مصانع لهم في بريطانيا وكانوا يقولون لعمالهم الـ "جيورديين" أنهم يجب أن يُعملوا فكرهم بالإضافة إلى قيامهم بأعمال البرشمة (التثبيت بالبرشام) واللحام والطرق بالمطارق؟
علاوة على ذلك فإن دراكر ظل ينتج أفكاراً جديدة حتى بلغ تسعينات عمره، وعمله على "إدارة المنظمات التطوعية" وتحديداً المنظمات الدينية بقي في الطليعة، وأكاديميوا مجتمع الأعمال الأمريكيون قد بدؤوا الآن فقط بالنظر بجدية إلى "تغيير الشكل التنظيمي" الذي شارك هو بريادته.
وكان لـ دراكر طريقته في أن تكون له الكلمة الأخيرة، فـ ريتشارد نيكسون بدأ مرة حديثه بحيوية مختلساً النظر جانباً إليه إلى دائرة الصحة والثقافة والرفاهية، قال دراكر " أن الحكومة المتطورة يمكنها عمل شيئين فقط بشكل صحيح: شنُ حربٍ وزيادة تضخم العملة" وهدف إداراتي إثبات أن دراكر كان مخطئاً. ولكن عند التفكير بما حدث في السابق، فقد فَشلَ نيكسون حتى في تلك المهامِ القابلة للإنجاز فعلاً.
وقد سئل بيل غيتس "Bill Gates" مرة عن كتب الإدارة التي شدت انتباهه فأجاب " حسناً، دراكر بالطبع" وذلك قبل الاستشهاد ببضعة أناس آخرون.
إن نظرية الإدارة لم تتطور إلى أكثر عمل فكري متزمت أو مغرٍ ولكنها وجدت على الأقل في بيتر دراكر بطلاً يجب على كل إنسان مثقف تجشم المشقة لقراءة أعماله.

* المقال نشر في صحيفة الجلف نيوز في عدد الثلاثاء 29/11/2005 نقلاً عن مجلة الإيكونوميست، وأسأل الله أن أكون قد وفقت بترجمته، والغريب أني لم أجد في ويكيبيديا أي شيء باللغة العربية عن دراكر وهناك مقال عنه بالإنجليزية فيها، أما بعد البحث في المواقع العربية فإن ما كتب عنه فهو قليل جداً.

Peter Drucker زعيم الإدارة الذي غير العالم 3/4



فيما كان دراكر مخطئاً What he got wrong

هناك ثلاثة انتقادات لعمل دراكر.
الأولى: أنه لم يكن في طرحه للمنظمات الصغيرة – خصوصاً المقاولات المبتدئة – بنفس جودته في طرحه لتلك الكبيرة. فكتابه "مبداً المشاركة" كان في نواحٍ عديدة منه مسرحاً للمنطومات الكبيرة فيقول: نحن نعلم أن اليوم أن في الإنتاج الصناعي الحديث ، خصوصاً الإنتاج على نطاق واسع "أي الإنتاج بالجملة" ويقول: الوحدات الصغيرة ليست غير فاعلة فقط بل لا يمكنها الإنتاج على الإطلاق. ساهم الكتاب بإطلاق "دوي المنظومات الكبيرة" والتي سيطرت على تفكير مجتمع الأعمال للعشرين العام التي تلته.
الثانية: أن حماسته للإدارة بالأهداف ساهمت بقيادة الأعمال إلى نهاية مميتة، أغلب أفضل المنظومات المعاصرة قد تخلت عن هذه الفكرة – على الأقل في النموذج الميكانيكي والذي سرعان ما تم تبنيه، حيث فضلوا تمكين الأفكار بما فيها الأفكار أو المقترحات الخاصة بالاستراتيجية بعيدة المدى أن تصعد من أسفل وأوسط الهرم التنظيمي للمنظومة إلى أعلاه بدلاً من أن تكون مفروضة من الأعلى. ونزعوا لتجنب بُنى الإدارة المعقدة الموروثة من عصر الإدارة بالأهداف. والسبب هو أن الإدارة العليا تكون منفصلة عن الناس الذين يعرفون كلاً من أسواقهم ومنتجاتهم بالشكل الأمثل ( وهو الانتقاد الذي بالتأكيد يدور حول إدارة البيت الأبيض الخاصة بـ بوش، على كل حال تلك قصة أخرى).
الثالثة: يُنتقد دراكر أنه كان متفرداً في عالم الإدارة، متفرداً بشكل جعله يُترك في الخلف بشكل متزايد بسبب الدقة المتزايدة لحقله المختار. فقد درَََّس في كليرمونت الصغيرة بدلاً هارفرد أو ستانفورد، ولم يتطرق لفورة التقنيات الكمية، ولم يجعل له نطاقاً اكاديمياً واحداً خاصاً به من نظرية الإدارة كما فعل "مايكل بورتر" "Michael Porter" مع الاستراتيجية وكما فعل " ثيودور ليفيت" "Theodore Levitt" مع التسويق. وهو يطرح فكرة استفزازية جداً - مثل فكرة أن الغرب قد دخل مرحلة ما بعد المجتمع الرأسمالي بفضل أهمية صناديق التقاعد – بدون توضيح كامل لمصطلحاته أو ربط فرضياته.هناك بعض الصحة في النقدين الأولين ولكن النقد الثالث قصير النظر وغير منصف في آن معاً، قصير النظر لأنه تجاهل دوره الريادي في إنتاج التعريف الحديث للإدارة.

Peter Drucker زعيم الإدارة الذي غير العالم 2/4


عمال المعرفة Knowledge Worker

إن الفرضيتين الأكثر أهمية واللتين طرحهما دراكر في كتابه مبدأ الشراكة "The Concept of Corporation" واللتين ستسببان لغط اللامركزية التي باتت تقليعة واللتين ستهيمنان على أعماله.
الأولى: لها علاقة بـ "تخويل أو تفويض" العمال. حيث أعتقد دراكر بضرورة معاملة العمال كمصدر "من مصادر الدخل" بدلاً من معاملتهم كنفقة.
فقد كان ناقداً بشدة لنظام الإنتاج المرتكز على خط التجميع والذي سيطر على قطاع الصناعة، وذلك لأن خطوط التجميع كانت تسير على أساس سرعة أبطأ عنصر بها وأيضاً لأنها فشلت في الاستفادة من العمال المبدعين. وكان ينتقد بشدة أيضاً وبشكل مماثل المدراء الذين يعتبرون ببساطة أن الشركات ما هي إلا وسيلة لتحقيق الأرباح على المدى القصير. وفي أواخر تسعينات القرن الماضي أصبح واحداً من قادة النقد الأمريكيين على الارتفاع الجنوني لما يدفع للمدراء التنفيذيين، محذراً أن (في الانكماش الاقتصادي القادم، ستنتشر المرارة من والاحتقار لـ رؤساء الشركات العملاقة "السوبر" والذين يدفعون لأنفسهم الملايين).
الفرضية الثانية: لها علاقة بـ بروز عمال المعرفة. أفترض دراكر بأن العالم يسير من "اقتصاد البضائع" إلى اقتصاد "المعرفة" ومن مجتمع تهيمن الطبقة العاملة في الصناعية إلى مجتمع يسيطر عليه عمال الأدمغة "المعلوماتية". وأصر أن هذا سيسبب ورطة عويصة لكلاً من المدراء والسياسيين.
على المدراء الكف عن معاملة العمال كأسنان ترس في ماكينة بشرية ضخمة والبدء بمعاملتهم كعمال أدمغة، بالمقابل على السياسيين أن يدركوا بأن المعرفة وبالتالي التعليم هو المصدر الوحيد الأكثر أهمية لأي مجتمع متقدم.
بل أن دراكر أيضاً أعتقد بأن هذا الاقتصاد سيورط عمال المعرفة أنفسهم. فهم سيجدون أنفسهم بأنهم ليسوا أرباب عمل ولا مجرد عمال في نفس الوقت ولكنهم شيء ما في الوسط: فهم مقاولون مسؤولون عن تطوير مصدرهم الأكثر أهمية: ذكائهم، والذين أيضاً يحتاجون لرقابة أكبر على حياتهم المهنية وضمناً خططهم التقاعدية.ولكن أيضاً كان هناك جانباً "صعباً" لعمله. كان دراكر مسؤولاً عن ابتكار إحدى أنجح المنتجات للمدرسة العقلية للإدارة "الإدارة الموجهة بالأهداف" "Management By Objectives" (وهذه هي التي لا يزال بوش يتبناها).

Peter Drucker زعيم الإدارة الذي غير العالم 1/4



في الحادي عشر من نوفمبر توفي بيتر دراكر"Peter Drucker " وذلك قبل أيام قليلة من ذكرى مولده الـ 96. ويعتبر دراكر أهم مفكر إداري في القرن الماضي، حيث كتب حوالي 40 كتاباً (كان أخرها "المسؤول التنفيذي الفعّال في أرض العمل" "The Effective Executive In Action" والذي سيتم نشره في يناير القادم) كما كتب أيضاً الآلاف من المقالات.
كما كان يعتبر زعيماً لنخبة إداري الأعمال في العالم، ليس فقط في موطن مولده أوروبا وفي موطنه الذي تبناه أمريكا بل أيضاً في اليابان وبلدان العالم النامي (أحد رجال الأعمال الكوريين الجنوبيين المخلصين له قد غير اسمه الأول إلى دراكر).
ولم يكن ليرتاح في مهمته لإقناع العالم أن مطلب الإدارة بحسب صيغته الاستثنائية هي إلى حد ما "الإدارة هي عضو بناء المؤسسات .... العضو الذي يحول الرعاع إلى منظومة والجهد البشري إلى أداء".
هل نجح دراكر؟ إن اتساع نفوذه كان غير عادي، فجورج بوش هو واحد من الموالين المتحمسين لفكرة دراكر " الإدارة المرتبطة بالأهداف" "Management By Objectives". ( لقد أجاب كارل روفر "Karl Rover "" لقد قرأت لبيتر دراكر، ولكني لم أرى بيتر دراكر حتى رأيت بوش في منصبه." في رده لصحيفة الأتلانتيك الشهرية Atlantic Monthly).
وقد ذكره نيوت جينجريتش "Newt Gingich" في كل خطبه تقريباً، وقد ساعد دراكر بالإلهام بفكرة الخصخصة وهي الفكرة التي غلفت الاقتصاد البريطاني المتصلب في ثمانينيات القرن الماضي.
لقد غير مسار الآلاف من مجتمعات الأعمال وأحدث ثورتين ضخمتين في جنرال الكتريك "General Electric" أولاهما عندما تبعت جنرال الكتريك فكرته المتطرفة في اللامركزية والتي بشر بها في خمسينيات القرن الماضي، وتالياً في ثمانينيات القرن الماضي عندما أعاد جاك ويلش "Jack Welch " بناء الشركة حول معتقد دراكر بأنها يجب أن تكون الأولى أو الثانية في خط الأعمال أو أنها يجب أن تخرج من مجتمع الأعمال.
علاوة على ذلك فإن دراكر يشاد به على أنه ملهم كلاً من حركتي جيش الخلاص والكنيسة الحديثة العظمى.
ويمكنك أن تجد بصمات دراكر حيثما اختصم مجموعة من الناس حول مشاكل الإدارة المعقدة، من المنظمات "الشركات أو المؤسسات" الكبيرة إلى المنظمات الصغرى ومن القطاع العام إلى الخاص وبشكل متزايد في قطاع العمل التطوعي.
ولا يمكن القول أن دراكر كان دائماً على صواب أو حتى أنه كان دائماً حكيماً في طرحه، فقد كان له بيانات شاذة والتي ثبت لاحقاً عدم منطقيتها، فقد جادل على سبيل المثال بأن جامعات الأبحاث الأمريكية "فاشلون" وبأنهم سرعان ما سيصبحون "مجرد ذكرى" وهي مقولة غريبة بالنسبة لشخص جنى كثيراً من مجتمع المعلومات. وكان بطيئاً في نقله لاهتمامه من الشركات الكبرى إلى شركات المقاولات الناشئة. ولكنه كان غالباً على الحق أكثره منه على الخطأ، وحتى عندما كان مخطئاً كانت له طريقته باستثارة التفكر.
إن الرجل الذي أصبح مشهوراً كمفكر الإدارة الأميركي هو في الحقيقة مفكر يهودي نمساوي من فيينا. لقد زار كاتب المقال هذا بيتر دراكر في بيته في "كليرمونت" في "كاليفورنيا"، كان دراكر يتكلم الإنجليزية بلكنة ألمانية ثقيلة عن مقابلته لـ "سيجموند فرويد" "Sigmund Freud" عندما كان طفلاً و"جون ماينارد كينز" "John Maynard Keynes" و"لودفيغ فيتجينستين" "Ludwig Wittgenstein" عندما كان طالباً في كامبردج. وقال بأنه يحب أن يبقي عقله نشطاً بأن يتعاطى موضوعاً جديداً كل ثلاث أو أربع سنوات وقال بأنه كان معجباً جداً بباريس القرون الوسطى في تلك الأيام.
كان لكتابيه الأولين – نهاية رجل الاقتصاد 1939 "The End Of Economic Man" و مستقبل رجل الصناعة 1942 "The Future Of Industrial Man" – معجبيهما ومنهم وينستون تشرشل "Winston Churchill" ولكنهما أثارا انتقاداً أكاديمياً بسبب تداولهما لمواضيع عدة بشكل موسع. وربما كان هذا ما وصم مصيره كمجرد أكاديمي آخر ساخط ومستقل.
ولكن كتاب "مستقبل رجل الصناعة" لفت انتباه جنرال موتورز – والتي أصبحت لاحقاً من كبريات الشركات العالمية – بتركيزه الحماسي على فكرة أن للشركات بعداً اجتماعياً إضافة لهدفها الاقتصادي. وقد دعت جي إم "دراكر" لكي يبني لها خطة عملها ومنحته صلاحية الدخول والتواصل مع موظفيها من "ألفريد ستون" نزولاً لآخر موظف. وكانت النتيجة كتابته لكتابه - مبداً المشاركة "The Concept of Corporation" هذا الكتاب الذي غير حياة ذاك الشاب، والذي أصبح مباشرة من أفضل الكتب مبيعاً في اليابان والولايات المتحدة بل بقي يطبع في المطابع منذ ذلك التاريخ وساهم بخلق موضة الإدارة اللامركزية. في ثمانينيات القرن الماضي كان ثلاثة أرباع الشركات الأمريكية تتبنى مبدأ اللامركزية. وكان "دراكر" يتباهى بعد ذلك بأن كتابه كان له أثر مباشر على مجتمع الأعمال الأمريكي وعلى مؤسسات الخدمة العامة وعلى الوكالات الحكومية ولكن ليس على جنرال موتورز.
وهكذا ولد "دراكر" زعيم الإدارة.




/* This is for google analytics tracker*/ free counter