أهلا ومرحباً بك في مدونة أبو البواسل


Peter Drucker زعيم الإدارة الذي غير العالم 1/4



في الحادي عشر من نوفمبر توفي بيتر دراكر"Peter Drucker " وذلك قبل أيام قليلة من ذكرى مولده الـ 96. ويعتبر دراكر أهم مفكر إداري في القرن الماضي، حيث كتب حوالي 40 كتاباً (كان أخرها "المسؤول التنفيذي الفعّال في أرض العمل" "The Effective Executive In Action" والذي سيتم نشره في يناير القادم) كما كتب أيضاً الآلاف من المقالات.
كما كان يعتبر زعيماً لنخبة إداري الأعمال في العالم، ليس فقط في موطن مولده أوروبا وفي موطنه الذي تبناه أمريكا بل أيضاً في اليابان وبلدان العالم النامي (أحد رجال الأعمال الكوريين الجنوبيين المخلصين له قد غير اسمه الأول إلى دراكر).
ولم يكن ليرتاح في مهمته لإقناع العالم أن مطلب الإدارة بحسب صيغته الاستثنائية هي إلى حد ما "الإدارة هي عضو بناء المؤسسات .... العضو الذي يحول الرعاع إلى منظومة والجهد البشري إلى أداء".
هل نجح دراكر؟ إن اتساع نفوذه كان غير عادي، فجورج بوش هو واحد من الموالين المتحمسين لفكرة دراكر " الإدارة المرتبطة بالأهداف" "Management By Objectives". ( لقد أجاب كارل روفر "Karl Rover "" لقد قرأت لبيتر دراكر، ولكني لم أرى بيتر دراكر حتى رأيت بوش في منصبه." في رده لصحيفة الأتلانتيك الشهرية Atlantic Monthly).
وقد ذكره نيوت جينجريتش "Newt Gingich" في كل خطبه تقريباً، وقد ساعد دراكر بالإلهام بفكرة الخصخصة وهي الفكرة التي غلفت الاقتصاد البريطاني المتصلب في ثمانينيات القرن الماضي.
لقد غير مسار الآلاف من مجتمعات الأعمال وأحدث ثورتين ضخمتين في جنرال الكتريك "General Electric" أولاهما عندما تبعت جنرال الكتريك فكرته المتطرفة في اللامركزية والتي بشر بها في خمسينيات القرن الماضي، وتالياً في ثمانينيات القرن الماضي عندما أعاد جاك ويلش "Jack Welch " بناء الشركة حول معتقد دراكر بأنها يجب أن تكون الأولى أو الثانية في خط الأعمال أو أنها يجب أن تخرج من مجتمع الأعمال.
علاوة على ذلك فإن دراكر يشاد به على أنه ملهم كلاً من حركتي جيش الخلاص والكنيسة الحديثة العظمى.
ويمكنك أن تجد بصمات دراكر حيثما اختصم مجموعة من الناس حول مشاكل الإدارة المعقدة، من المنظمات "الشركات أو المؤسسات" الكبيرة إلى المنظمات الصغرى ومن القطاع العام إلى الخاص وبشكل متزايد في قطاع العمل التطوعي.
ولا يمكن القول أن دراكر كان دائماً على صواب أو حتى أنه كان دائماً حكيماً في طرحه، فقد كان له بيانات شاذة والتي ثبت لاحقاً عدم منطقيتها، فقد جادل على سبيل المثال بأن جامعات الأبحاث الأمريكية "فاشلون" وبأنهم سرعان ما سيصبحون "مجرد ذكرى" وهي مقولة غريبة بالنسبة لشخص جنى كثيراً من مجتمع المعلومات. وكان بطيئاً في نقله لاهتمامه من الشركات الكبرى إلى شركات المقاولات الناشئة. ولكنه كان غالباً على الحق أكثره منه على الخطأ، وحتى عندما كان مخطئاً كانت له طريقته باستثارة التفكر.
إن الرجل الذي أصبح مشهوراً كمفكر الإدارة الأميركي هو في الحقيقة مفكر يهودي نمساوي من فيينا. لقد زار كاتب المقال هذا بيتر دراكر في بيته في "كليرمونت" في "كاليفورنيا"، كان دراكر يتكلم الإنجليزية بلكنة ألمانية ثقيلة عن مقابلته لـ "سيجموند فرويد" "Sigmund Freud" عندما كان طفلاً و"جون ماينارد كينز" "John Maynard Keynes" و"لودفيغ فيتجينستين" "Ludwig Wittgenstein" عندما كان طالباً في كامبردج. وقال بأنه يحب أن يبقي عقله نشطاً بأن يتعاطى موضوعاً جديداً كل ثلاث أو أربع سنوات وقال بأنه كان معجباً جداً بباريس القرون الوسطى في تلك الأيام.
كان لكتابيه الأولين – نهاية رجل الاقتصاد 1939 "The End Of Economic Man" و مستقبل رجل الصناعة 1942 "The Future Of Industrial Man" – معجبيهما ومنهم وينستون تشرشل "Winston Churchill" ولكنهما أثارا انتقاداً أكاديمياً بسبب تداولهما لمواضيع عدة بشكل موسع. وربما كان هذا ما وصم مصيره كمجرد أكاديمي آخر ساخط ومستقل.
ولكن كتاب "مستقبل رجل الصناعة" لفت انتباه جنرال موتورز – والتي أصبحت لاحقاً من كبريات الشركات العالمية – بتركيزه الحماسي على فكرة أن للشركات بعداً اجتماعياً إضافة لهدفها الاقتصادي. وقد دعت جي إم "دراكر" لكي يبني لها خطة عملها ومنحته صلاحية الدخول والتواصل مع موظفيها من "ألفريد ستون" نزولاً لآخر موظف. وكانت النتيجة كتابته لكتابه - مبداً المشاركة "The Concept of Corporation" هذا الكتاب الذي غير حياة ذاك الشاب، والذي أصبح مباشرة من أفضل الكتب مبيعاً في اليابان والولايات المتحدة بل بقي يطبع في المطابع منذ ذلك التاريخ وساهم بخلق موضة الإدارة اللامركزية. في ثمانينيات القرن الماضي كان ثلاثة أرباع الشركات الأمريكية تتبنى مبدأ اللامركزية. وكان "دراكر" يتباهى بعد ذلك بأن كتابه كان له أثر مباشر على مجتمع الأعمال الأمريكي وعلى مؤسسات الخدمة العامة وعلى الوكالات الحكومية ولكن ليس على جنرال موتورز.
وهكذا ولد "دراكر" زعيم الإدارة.

1 Responses to “Peter Drucker زعيم الإدارة الذي غير العالم 1/4”

  1. # Blogger Unknown

    السلام عليكم ورحمة الله

    الأخ العزيز أبا البواسل

    قليل هم من يمكنهم تقييم فكر بيتر دركر .. هل تعلم أني بقيت سنوات عديدة أعمل على ( تسليك ) المسالك أوالقنوات القيمية والمهاريةعند محمد رشيد .. وكنت أومن إيمانا شديدا بوجود علم ( غير مؤطر ) يعمل بشمولية بين الفكر والتنفيذ .. فأنا شخصيا أميل إلى العقليات والمنطقيات والفلسفة .. وكانت في ذلك مشاركاتي مع من يشاركوني ذلك الاهتمام .. لكنني كنت مختلفا في قضية منفصلة وهي ترجمة تلك العقليات والسلوكيات إلى منهج مثمر .. من هذا الباب تخصصت في التسويق على مستوى احترافي وصار لي مدرسة إلكترونية فيه www.ssofm.com

    كان ذلك ظنا مني أن التسويق كعلم مستقل يجمع بشمولية بني السلوكيات الاجتماعية وبين تصميم المنتجات والقيم المدفوعة لإشباع الحاجات .. لكني أصدقك القول فإن الاهتمام السلوكي في تخصص التسويق لم يكن بالقدر المطلوب .. فلم يكن أكثر من دراسات سلوك العميل في الشراء وهرم الاحتياجات لماسلو

    من هنا ظللت أستشعر الفجوة العظيمة بين الممارسات الفردية وبين الاتجاه المجتمعي العام من حيث الدراسات .. حيث كنت أعتقد بأن المؤسسات أيا كان توجهها فهي مجتعات صغيرة داخل مجتمعات كبيرة ولكن هذه المجتمعات الصغيرة أقوى ثقافة وتوجها من الكبيرة وتؤثر فيها

    وما راقني أن أنشغل بعلوم الاجتماع لما أراها تعيش فيه من برج عاجي بعيد عن ممارسات الواقع .. وكذلك ما راقني أبدا الانشغال بشركات البزنس فلست أميل إلى هذا النوع من المؤسسات .. ولكني في ذات الوقت ما استطعت فصلها عن الواقع فهي من أوضح أمثلة المجتماعات الصغيرة المؤثرة على المجتمع الواسع

    وظللت أتصور علما بيئيا مجتمعيا سلوكيا .. علما خليطا من كافة تلك الممارسات .. ولكن لم تتضح لي الصورة إذا التخصصات الجامدة والحصر فيها تسيطر على ثقافتنا

    ولكني أخيرا وقعت على ما طرحه بيتر دركر من فكر .. وكيف أنه أبدع العلم الذي افكر فيه منذ مدة ( علم البيئة الاجتماعي ) والذي تستخدم فيه كافة فروع العلوم الإنسانية والعقلية والاجتماعية كما تستعم لعلوم الطبيعة في علم البيئة الأنثروبولجيا

    وهكذا أدركت أن التأطير التخصصي لا يبغي أن يكون حاكما على العلم .. بال العلوم تحكمها طبيعتها من حيث منح نتائج فعالة دون تأطير جامد يقيدها  

Post a Comment



/* This is for google analytics tracker*/ free counter