أهلا ومرحباً بك في مدونة أبو البواسل


الحرب الإفتراضية في المكتب Virtual War In Office



Virtual War In Office الحرب الافتراضية في المكتب "بمعنى أخر برامج المكتب"


لأكثر من عقد كان مايكروسوفت أوفيس هو المعيار الذهبي لبرامج إنتاجية سطح المكتب: وهو المكان حيث يقوم موظفوا المكاتب ومستخدموا الكمبيوتر المنزليين بكتابة رسائلهم وبعمل جداولهم وبتنظيم إيملاتهم.

حالياً هناك مد جديد من البرامج يتم تطويرها اون لاين في محاولات لإضافة وفي بعض الحالات لإحلال الأدوات الأساسية الخاصة بعمل ذوي الياقات البيضاء.

أوراق العمل "مثل تلك في برنامج اكسيل" مثل Numsum ومعالجة الكلمات مثل Writely وأدوات الإيميل مثل Zimbra هي جزء من جيل جديد من تطبيقات البرامج التي تبدو مألوفة وغير مألوفة في آن معاً لمستخدمي أوفيس الدائمين. فهم متواجدين كخدمات على الشبكة العالمية بدلاً من تنصيبهم على جهاز الكمبيوتر.

وحسب البعض فإن هذه التحركات تعكس مستقبلاً للبرامج يمكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى إضعاف سيطرة مايكروسوفت على مجريات الحياة اليومية.

يقول جيسون فريد "Jason Fried" سوف يتناقص إلى درجة ما أعمال برامج سطح المكتب، وجيسون هذا هو مؤسس 37signals والتي تتقاضى من 400.000 مستخدم عن تطبيقها الرئيسي الـ أون لاين وهو خدمة إدارة المشروع وتسمى Basecamp، ومع ذلك فهو يسلم بأن ذلك سوف يحتاج لبعض الوقت "أي التحول التام إلى خدمات الأون لاين والاستغناء عن تنصيب التطبيق على الجهاز".

ومايكروسوفت ذات المبيعات السنوية الأكثر من 11 بليون دولار يبدو أنه لديها القليل لتخاف منه في الوقت الحاضر، فـ بوربوينت واكسل وورد يعتبروا هم المعايير القياسية في عالم الأعمال وأغلب المستخدمين يجدون أنه من الصعوبة بمكان الاستغناء عنهم.

ولا تزال الشبكة العنكبوتية مستمرة بالتطور وطبيعة الحوسبة تتغير وهو الشيء الذي لم يفوت مايكروسوفت وقد دللت عليه السنة الماضية عندما أعلنت عن خططها لتطوير خدمات أون لاين لتلحقها ببرامجها.

التطبيقات الـ أون لاين الحديثة تشترك بعدة صفات مشتركة، أحدها هو المظهر القليل التكلف والتبسيط الكبير به، فتبسيط الاستخدام ينظر إليه كأفضل طريقة لجذب مستخدمين جدد. يقول فريد " إن سوقك دائماً أكبر كلما ازدادت بساطة البدء معك، ...، أغلب الناس يريدون فقط القيام ببعض الأشياء، البرامج معقدة جداً والناس لا يريدون كل تلك الأمور".

ذلك يوجه النظر إلى مآخذ في طقم برامج تطبيقات الأوفيس والتي حتى مايكروسوفت تقر بها: فـ "تضخم المزايا" خلق منتجات بالغة التعقيد ومعظم المستخدمين يستفيدون فقط من جزء بسيط من القدرات الموجودة، مما نستجه هو درس نجاح تطبيقات الـ أون لاين من iTune إلى Ebay، فمبدعي خدمات الإنتاجية الجديدة قاموا ببذل جهودهم لتصميم مواقعهم لتكون سهلة الاستخدام.

يقوم المطورون الناشؤن باستعمال طريقة في التسعير مصممة لاجتذاب الأعمال الصغيرة ومستخدمي الكمبيوتر المنزليين والذين قد لا يستطيعون أو لا يودون دفع مبلغ 400 دولار قيمة "الأوفيس"، وعادة ما يكون مستوى الخدمة الأولي مجاناً ثم تتوفر تشكيلة متميزة بمبلغ اشتراك شهري.

هذه التطبيقات المرتكزة على الويب لديها صفة مشتركة وهي القابلية للمشاركة، فنقل تطبيقات البرامج إلى الويب يحرر المستخدمين من أكبر العقبات في الكمبيوتر المستقل وهي بقاء كل البيانات محبوسة في جهاز واحد، عادة تكون الوسيلة الوحيدة لمشاركة البيانات مع بقية الزملاء في العمل أو للوصول إليها من مكان آخر هو إرسالها كمرفقات عبر الايميل.

من ناحية أخرى فالوثائق أو الجداول الإليكترونية يمكن تخزينها على سيرفر وبالتالي الوصول إليها من أي مكان ومن قبل أي شخص مصرح له، يقول سكوت دايتزين "Scott Dietzen" وهو الرئيس التقني في زيمبرا Zimpra : تبرز الويب نفسها كبيئة عمل تعاونية.

أدوات البرامج

وحسب الخبراء فإن ذلك الإنقلاب في الإهتمام سوف يغير مجمل الطريقة في تصميم أدوات أغلب البرامج المستخدمة بشكل واسع، فحسبما يقول فريد سوف لن تكون فكرة طقم أوفيس القادم حول أشياء كـ معالجة الكلمات وبوربوينت، بل ستكون حول التضافر والتواصل.

لكي نكون دقيقين فإن لا شيء جديد حول فكرة التطبيقات أون لاين، فحتى الآن القيود - بمافيها نقص وجود اتصال دائم بالشبكة و الخوف من المسائل الأمنية - قد اعاقت انطلاق تبني السوق الشامل لها، وهناك العديد من الأمور التي يجب أن تتغير بما فيه الكفاية للتشجيع على استخدام أكبر لها.

إن تكنولوجيا "واجهة التطبيق" والتي تقرر كيف يجرب المستخدمون الخدمات قد تطورت جاعلة منهم اكثر تنافسية مع النوعية العالية لتلك المرتبطة بالبرامج المنصبة على الكمبيوتر. وكان تبني مجموعة من التقنيات المعروفة بـ أجاكس Ajax له قصب السبق والذي طور التجريب المستقر للدخول على خدمات الويب باستخدام المستعرض، وقد ساعدت حماسة جوجل في تبني الـ أجاكس في فوزها بجمهور عريض من التابعين.

يقول جو كراوس "Joe Kraus" الشريك المنشيء في جوت سبوت JotSpot : لم يكن من الممكن إقناع الناس حتى أتت جوجل بالخدمات المرتكزة على الويب فـ جي ميل جعلتهم يدركون ماهو ممكن، فهي قد جعلت الناس يصدقون ثانية.

وفي نفس الوقت فإن تكلفة التقنية للبرامج العاملة في الخلفية والتي تبنى بها خدمات الـ أون لاين قد أنخفضت. وذلك بفضل توافر البرامج مفتوحة المصدر وتوافر الكمبيوترات منخفضة الكلفة، والعديد من القادمين الجدد قد بنوا أعمالاً ووصلوا لعدد كبير من المشاهدين بدون الحاجة لزيادة رأس المال والإقتراض.

يقول فريد: إن برامج البنية التحتية اللازمة لبناء هذه الأشياء مجانية والأجهزة رخيصة جداً، فأنت سوف لن تجتاج لإدارة مزرعة من السيرفرات وقواعد بيانات أوراكل.

في نفس الوقت فإن أنتشار وصلات الحزمة واسعة النطاق والمفتوحة طوال الوقت وكذلك الواي فاي قد جعل العديد من مستخدمي الكمبيوتر متصلين بشكل دائم بالشبكة.

يقول سام شيلانس "Sam Schillance" الشريك المنشيء لـ Upstartle والتي تشغل خدمة معالجة الكلمات المرتكزة على الويبWritely: إنها ليست بالقفزة الكبيرة للسوق الهائل كما كانت قبل عامين، بالنسبة لأكثرنا فإن أجهزتنا ليست بذات فائدة كبيرة عند عدم اتصالها بالشبكة.

ولا واحد من الجيل الجديد لشركات التطبيقات أون لاين متعجل كفاية للتنبؤ بأن هذه الموجة سوف تحدث خللاً ولو صغيراً في هيمنة مايكروسوفت على برامج الإنتاجية، على الأقل على المدى القصير. وبدلاً من ذلك فإن الأغلبية تعتقد بأن خدماتهم يمكنها أن تتعايش جنباً إلى جنب مع الـ مايكروسوفت اوفيس، معطين طريقة بديلة من العمل اون لاين لأولئك الناس الذين يريدون الحصول على المزيد من وثائقهم الـ وورد وايميل الأوتلووك.

فعلى سبيل المثال JotSpot Trakcer وهو برنامج جداول اون لاين يفترض أن المستخدمين سوف يدخولون لبياناتهم من ملفات اكسيل على كمبيوتراتهم عندما يريدون جعل المعلومات متوفرة لمجموعة عريضة من الناس أون لاين.

ببساطة تزويد بديل أون لاين لـ أوفيس قد لايكون كافياً لضمان ميزة لهؤلاء المستجدين مقابل مايكروسوفت على المدى الطويل.

يقول كراوس: من المرضي البدء بالعمل ولكن مايكروسوفت سوف تجعل أغلب تطبيقاتها قابلة للمشاركة. وليس من المفيد المحاولة لإنشاء ورد على الويب فـ ورد سيقوم بذلك.

مايكروسوفت قد جعلت نواياها تجاه الأون لاين واضحة، ففي أكتوبر طرحت رؤيا للشركة والتي تستلزم إضافة خدمات الإنترنيت لتكملة تطبيقاتها للكمبيوتر وهي الخطوة التي يعتبرها منافسوها الجدد الـ أون لاين تثبت صحة أفكارهم.

المقال مترجم من الجلف نيوز العدد 1 مارس 2006 والتي بدورها نقلته عن الفاينانشال تايمز




/* This is for google analytics tracker*/ free counter