أهلا ومرحباً بك في مدونة أبو البواسل


لماذا فارس 1453

بداية هل يذكركم الرقم 1453 بشئ أوهل يذكركم التاريخ 1453 بشئ ما.

حسناً في 20 جمادى الأولى سنة 857 هجرية والموافق 29 مايو/أيار 1453 فتح الله سبحانه وتعالى القسطنطينية على يد القائد الفذ والعبقرية الحربية السلطان العثماني محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد جلبي، ولد محمد الفاتح في 30 مارس عام 1432 م وقد حباه الله عقلاً منفتحاً على العلم تواقاً لسبر أغواره وتربى تربية اسلامية عظيمة على يد العالم الصوفي الشهير "شمس أحمد بن اسماعيل الكوراني" وقد ساعده شغفه العلمي وسعة اطلاعه على فهم شؤون الحكم وأكسبه ثقة أبيه السلطان مراد الثاني رحمه الله، فكان أن عهد إليه مقاليد الحكم وهو في سن الثالثة عشر وذلك لفترة قصيرة، وكان من علمه معرفته باللغات العربية والفارسية واللاتينية واليونانية والسلافية إضافة إلى علومه العسكرية والتي تجلت بالاسلوب الفذ والممبتكر في فتح القسطنطينة وأيضاً العلوم الأخرى.

ولقد نال محمد الفاتح رضى الله سبحانه وتعالى بفتح القسطنطينية وحقق قول المصطفى عليه الصلاة والسلام " لتفتحن القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش" وذلك أثناء غزوة الخندق، ومنذ نبوءة المصطفى عليه الصلاة والسلام والقادة المسلمون يحاولون فتح القسطنطينة علهم يكونون ذاك الأمير الذي بشر به الرسول صلى الله عليه وسلم.

بدأ محمد الفاتح يعد منذ تسلمه الحكم بعد وفاة والده السلطان مراد الثاني رحمه الله في شهر فبراير من عام 1451 وعمره وقتها تسعة عشر عاما،ً بدأ يعد العدة لفتح عاصمة الروم، وحتى يضمن حصاراً قوياً لها شيد قلعة "روملي حصار" في فترة زمنية قياسية (مارس 1451 – يوليو 1452) وأتاحت له هذه القلعة وقلعة "أناضولي حصار" والتي أنشأها جده يلدروم بايزيد، أتاحتا له فرض رقابة دقيقة على مضيق البوسفور من خلال نيران مدفعيتهما المتقابلة، وبالتالي عدم مرور أيه سفينة من البحر الأبيض المتوسط إلى البحر الأسود دون إذن منه، إضافة لذلك أمر السلطان ببناء مدافع ذات أقطار ضخمة خطط لبنائها بنفسه وأشرف على تصنيعها وعلى إختباراتها وقياس كمية البارود اللازمة ...الخ، كما قام بدراسة موقع المدينه وارتفاعات اسوارها وسمكها.

وقد كانت الدراسات في ذلك الحين تتحدث عن استحالة اجتياز اسوار المدينة إلا بعد إجاعتها بحصار دقيق ومحكم لمدة ست سنوات.

إضافة لذلك صنع مدفعاً ضخماً تم تثبيته على بعد خمسة أميال من أسوار المدينة، من ضخامة هذا المدفع أنه احتاج إلى أربعمائة جندي وستين ثوراُ لكي يتم جره إلى مكان تثبيته.

كانت مياه البوسفور مغلقة أمام سفن الفاتح بسلاسل غليظة فكانت سفن الفاتح لا تصل إلى اسوار المدينة فأمر السلطان بنقل السفن براً وتم تحريك 67 قطعة بحرية في البر من المنطقة المعروفة اليوم بـ " دولمة بهشه " إلى ما يسمى اليوم بميدان " تكسيم " ومنها نزولاً إلى مياه الخليج تم ذلك كله خلال ليلة واحدة، وفي الليلة التالية أنشأ جسراً على المضيق يسمح عرضه بعبور خمسة اشخاص.

وفي 6 مايو بدأ الهجوم الأول من المنطقة المقابلة لـ " طوب قابي " واسقط في يد إمبراطور بيزنطة وقتله الغيظ حتى انه أعدم الأسرى العثمانين لديه وبلغ عددهم 260 وأمر بقطع رؤوسهم ورميها من فوق اسوار المدينة، كذلك على الجهة الأوربية تكررت التهديدات للسلطان الشاب للتراجع عن هدفه وذلك بالتلويح بأن اسطول البندقية الذي كان يعتبر أكبر اسطول في ذلك الوقت أوشك على اجتياز البوسفور وأن جيشاً أوربياً كبيراً قد أكمل استعدادته للإنضمام إلى المعركة دفاعاً عن القسطنطينية.

لم يكترث السلطان محمد الفاتح بتلك الصيحات أجمعها وأعلن أنه سوف يمنح أول المتسلقين للأسور رتباً إضافية وبعد تأدية صلاة الصبح يوم 29 مايو / أيار 1453، امتطى جواده وكان في مقدمة الزاحفين وأكملت المدفعية دكها لاسوار المدينة حتى أذن الله سبحانه وتعالى بالفتح المبين في ذلك اليوم المبارك ورفع العلم الإسلامي العثماني على اسوار القسطنطينية وهناك نزل الفارس العظيم عن جواده وسجد شكراً لله على هذه المكرمة وعلى تحقيق نبوءة رسوله الكريم على يده.

دخل القائد المظفر المدينة وأدى صلاة العصر داخل كنيسة " أيا صوفيا " والتي اصبحت مسجداً بعد ذلك (وحولها أتاتورك قاتله الله إلى متحفاً بعد ذلك، وأعاد كشف الصور والنقوش التي على جدرانها بعد أن كانت قد غطيت بالكلس).

طبعاً حصار المدينة وفتحها والبطولات التي تمت والاستراتيجية العسكرية التي استعملت أكثر بكثير من أن أحيط بجزء صغير منها في هذه العجالة ولكن أردت أن أذكر ولو النزر اليسير من هذا التاريخ العظيم.

فهل عرفتم الآن لماذا فارس 1453؟

2 Responses to “لماذا فارس 1453”

  1. # Blogger عماد

    السلام عليكم. إني أقوم ببحث معمق عن محمد الفاتح و أحتاج إلى بعض المواد لهذه الأخيرة و أريد المساعدة من فضلك عماد من الجزائر  

  2. # Blogger Fares_1453

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

    أخي عماد قد أخرت ردي لعلي أقع على بعض العناوين المفيدة لك في بحثك ولكني للأسف في الفترة الأخير مشغول جداً ولم أشأ أن أتأخير عليك أكثر من ذلك.
    في الحقيقة المقال الذي وضعته أنا في مدونتي أستقيت مادته من مقال قرأته في مجلة "السعودية" التي توزع في خطوط الطيران السعودية بالإضافة لبعض الكتب لدي في مكتبتي عن الخلافة العثمانية وعن التاريخ الإسلامي عامة.
    أعدك أن أزودك بعناوين الكتب التي أجدها مفيدة لبحثك حالما تمر معي.
    تحياتي ووفقك الله في بحثك، في الحقيقة محمد الفاتح قائد عظيم سواء من الناحية العسكرية أو الإجتماعية أو السياسية ويستحق العناية الكثير ونشر سيرته ليستفيد منها الناس وللأسف في سوريا حيث ترعرعت تقوم الحكومة في المناهج الدراسية وفي الإعلام بتشويه الخلافة العثمانية ككل وتنعتها بالإحتلال العثماني ولا بد من أقلام واعية كثيرة لتعيد لهذه الخلافة حقها من التبجيل والإحترام لما قدمته لهذه الأمة الإسلامية.

    تحياتي  

Post a Comment



/* This is for google analytics tracker*/ free counter