أهلا ومرحباً بك في مدونة أبو البواسل


روتين الدوائر الحكومية

لا أدري سبب إصرار بعض الدوائر على الروتين القاتل على الرغم من العبارات الرنانة التي نقرأها على اللوحات المعلقة على جدران هذه الدائرة، بالإضافة إلى ذلك التصرف والخُلق المقيت الذي يأتي من بعض الموظفين الحكوميين الذين يظنون أن وجودهم خلف الطاولة و حاجة الناس لخدماتهم تجعلهم ملوكاً والمراجعين عبيداً، من ذلك على سبيل المثال الدائرة الإقتصادية في الشارقة.

فقبل يومين ذهبت لأجدد الرخصة التجارية للشركة، فبداية كان على أن آخذ رقماً وانتظر دوري لكي يظهر على شاشة الدور طبعاً كان علي الإنتظار لمدة ساعة وخمسين دقيقة قبل أن يتلألأ رقمي على الشاشة الحمراء مع ذلك الطنين كلما أتى دور جديد، المشكلة ليست في الإنتظار فعندما تجد مثلاً عشرة موظفين لا يفترون وهناك المئات من المراجعين فستكون قلة أدب أن يعترض شخص على الإزدحام، أما أن يكون في الدائرة عشرة طاولات (كاونترات) او أكثر لخدمة الجمهور ولا يجلس على هذه الكاونترات سوى خمسة وفقط ثلاثة الذين يعملون بجد بينهم، فهنا يوجد خلل إداري واضح لا يغفل عنه الضرير فمابالك بالمبصر.

المهم بعد الإنتظار أتى الدور وراجعت الموظف المختص لكي يحولني إلى الصندوق حيث لا يوجد في الدائرة كلها سوى موظف صندوق واحد لخدمة المراجعين أجمعين ولكي نقف هنا في الدور على الواقف (كحالنا يوم كان يوقفنا المدرس عقوبة على ذنب ما) حتى إذا ما وصلت للصندوق ليعود الموظف ويدخل بيانات الشركة يدوياً على كمبوتره، الغريب هنا أنه في الدائرة نفسها والتي تحوي شبكة كمبيوتر واحدة يعود الموظف ليدخل البيانات من جديد على كمبيوتره بدلاً من أن يدخل رقماً مرجعياً من أمر الدفع الذي بين يديه والذي صدر من الكاونتر الذي يفصله عنه متران أو ثلاثة فقط وبالتالي تظهر البيانات كافة على شاشته بشكل ألي طالما أن البيانات مخزنة في كمبيوتر الدائرة، الأدهي أنه بعد ذلك كان علي أن أذهب إلى موظف صندوق آخر ولكن (وهنا نكتة أخرى) هذا الصندوق تابع لدائرة أخرى، فذاك يتبع البلدية وبه تسدد رسوم البلدية وهنا تسدد رسوم الدائرة الإقتصادية، سألت المحاسب هذا لما نحن ندفع رسوماً هنا ورسوماً هناك لماذا لايكون الدفع في مكان واحد (سؤالي هذا كان قبل أن أعرف أنهما يتبعان لدائرتين مختلفتين) فأجابني بلهجته المصرية وبأسلوب ساخر "يعني فرقت معاك المترين دولت ياخويا" فقلت: المسألة ليست بالمترين أو حتى أكثر من ذلك المسألة أنكم أنتم ملأتم الجدران بلوحات عن سياسة الجودة وعن الأيزو فهل هذا من سياسة الجودة في شيء وهنا تغيرت لهجته الحادة وأوضح لي أنهما يتبعان لدائرتين مختلفتين، فقلت له: وماالمشكلة اليس من الممكن أن نسدد كل الرسوم في مكان واحد ثم يتم قسمة الناتج بكل بساطة من خلال برنامج صغير في الحاسب الذي يستعمله كاتب الصندوق بين الدوائر المختلفة، فما كان جوابه إلا أن قال عليك بالمسؤولين أو صندوق الشكاوي وفي ضميري كنت أناقشه وأتوقع الجواب نفسه فهو في الآخر لا يضع السياسات هناك، الذي أريد الوصول إليه لماذا هذا الإصرار في بعض الدوائر على تعقيد الأعمال الحكومية بدلاً من تبسيطها؟؟

طبعاً لم أذكر هنا أنك تنهي جزء من العمل مع موظف ثم تدفع الرسوم كما ذكرت أعلاه ثم تذهب إلى طاولة أخرى لتدفع رسوم الغرفة التجارية ثم لتنتظر ساعة أو ساعتين لإستلام شهادة الغرفة التجارية.

فمتى نصل إلى ذلك اليوم الذي تبدأ فيه المعاملة وتنتهي عند نفس الموظف بدلاً من التنقل والتنطط (كالقرود، عدم المؤاخذة) بين المكاتب والطاولات والموظفين.

0 Responses to “روتين الدوائر الحكومية”

Post a Comment



/* This is for google analytics tracker*/ free counter